على مستوى الأتباع والمتبوعين قد تصل الحال أيضاً إلى التبرؤ من بعضهم البعض: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}[البقرة: من الآية166]، فالمتبوعون لم يقدِّروا الجميل لأتباعهم الذين اتبعوهم في الباطل، ناصروهم في هذه الدنيا في المواقف الظالمة والباطلة، وقفوا معهم وفي صفهم، أيَّدوهم وصفقوا لهم وناصروهم وعاضدوهم ومكنوهم، لم يحسبوا لهم جميل ما فعلوه معهم في الدنيا، وقد يكون الكثير من الناس (من الأتباع) قاتل مع أولئك المتبوعين الطغاة، الجائرين، الظالمين، المبطلين، أيدهم في الدنيا في كل محفل، في كل مقام، في كل مكان، بلسانه، بكلماته، ناصرهم، غضب من أجلهم، ضحى من أجلهم، أنفق من أجلهم، قدَّم الكثير معهم؛ لا يقدِّرون له جميل ذلك، يتبرؤون منه: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ}
اقراء المزيد